الجمعة، 8 مارس 2013

من أنا ومن أنت

من أنا ومن انت
أنا صوت الضمير وانت .. انت ماذا تكون ياهذا؟؟!!
هل أنت سوط إبليس ؟ أم أنت عظمة الأنا ؟ أو قد تكون جبروت التيجان فوق الرؤوس؟!!

أنا تجدني داخل كل إنسان .. تجدني في مكان ما هناك داخل الأعماق ، قد أكون في ركن بعيد وقد أكون أقرب من حبل الوريد ... ولكني موجود .. قد أصل مع الأنفاس عند بعض البشر .. وقد أصل متأخرا عند البعض الآخر ولكني في نهاية المطاف أصل...

هكذا كنت منذ خلق البشر
ضمير حي لا ينام أو قد يغفل قليلا ثم يعود
أما الآن وفي هذا الزمن العجيب
بدت لا أفهم نفسي ... فأنا أصبحت مفقودا عند أشباه البشر ... إستئصلوني من أعماقهم ورموا بي خارج حدود أرواحهم .. لا يريدون ألما ولا تأنيبا ولا حتى تذكيرا
قطعوني كما تقطع المضغة الفاسدة من الأجساد .. مع أني أنا الشي الجميل داخل البشر .. أنبهم اذا تاهوا عن المسار الصحيح .. وأعينهم على تعديل ما صدر منهم سهوا أو قصدا في حق الآخرين .. كنت صوت الصواب اذا أخطئوا وصوت العدالة اذا مالت كفة عن الأخرى .. كنت دائماً هناك أحرسهم وأسهر على راحتهم وهم نيام .. ولكن كل ذلك لم يعجبهم ورموا بي خارجا...

وأنت ياهذا من تكون ؟ هل قلت لي أنك جبروت التيجان فوق الرؤس !!!
أمن أجلك رموني ... ومن أجلك باتوا بلا ضمير ..
يقتلون الأطفال ومن ثم يتحسسونك فوق رؤوسهم وانت هناك مبتسم وتعدهم بالجنان فوق جثث الأطفال ... وتعدهم بمملكة لا تزول .. أولم يتألموا لمنظر الثكالى والشيوخ .. أولم يشعروا بالغثيان من سيول الدماء وأنهار الدموع ... ولكن كيف سيشعرون وأنا قد رمي بي الى الخارج ؟؟!!!

أنا صوت الضمير أمشي مختالا بين حنايا الأرواح والقلوب .. لا ينظر من يمتلكني الى تاج زائف ولا الى دنيا فانية .. ولا تطغى عظمة الأنا عليه .. بل يضع الآخر دائماً نصب عينيه..
أنا صوت الضمير لا أجتمع مع إبليس في جوف واحد .. هو يخافني ويهابني .. فمن إمتلكني رجم إبليس بأحجار من سجيل .. فأنا حي اوقظ المؤمن اذا سمعت حي على الصلاة ..
وأحاسبه اذا حاول سلك طريق الحرام .. ويشعر بتأنيبي اذا بات ظالما لأحد..

وانت قلت لي من انت؟
هل قلت انك سوط إبليس الذي يجلد به الأشراف والأحرار!!!!
يسفك بك دم المؤمن ويهتك بك عرض الشريفة وييتم بك الأطفال وترمل بك النساء!!!!
ما أقبحك ياهذا .. أشعرتني بالغثيان
أين عقولهم عندما استبدلوك بي ؟؟ أم أنهم كانوا بلا عقول منذ البداية ؟؟ أحسبهم هكذا قطيع بلا عقول يريدون أن يحكموا العقلاء بالسياط!!! واعجباه!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق