الجمعة، 9 نوفمبر 2012

كنا أول الثائرين ولكن....


ثارت الشعوب بعد عقود من الاستعباد والظلم .. ثارت الشعوب بعد ان أيقن الجميع ان كرامة الشعوب ماتت وأنه لم يعد من الشعوب العربية شعبا تجري في عروقه الدماء ... تلك الدماء التي عرفناها في العصور السابقة تغلي اذا ما أحست أن كرامتها امتهنت .. دماء كانت تفور وتغضب اذا ما أحست بأي نوع من الامتهان والاستخفاف بعقولها.

شعبي الصومال قد بدأ ثورته منذ ما يزيد على العشرين عاما .. وبتلك الثورة أنهى عقد الاستعباد لسياد بري ... الثورات التي تعيشها الدول العربية في الوقت الحالي عاشها شعبي منذ عشرين عاما... ولكننا للأسف أشعلنا الثورة ولم نطفئها ... حولتنا تلك الثورة الى بقايا دولة .. سلبت منا هويتنا وحقوقنا بين شعوب العالم ... ثورة احس انها أتت بنتائج عكسية.. فبدل أن تحررنا من قيود الديكتاتورية أدخلتنا في متاهات القبلية!!!!

الصومال قد تخلص من الديكتاتور سياد بري في ثورة عارمة قادها الشعب الصومالي بكل عزم وتصميم ولكن ماذا كانت النتيجة!!!! صراع وقتال وسفك للدماء وانتهاك للحرمات ..الخ اننا نعيش اللاقانون واللاشرعية منذ عشرين عاما... فأيهما كان أرحم ديكتاتورية قائد أم تخلف القبائل المتناحرة واشتعال نار الفتن؟!!!!

ثارت الشعوب بفضل جيل من الشباب أحيا ما أتي عليه الدهر... شباب عرف كيف يقول لا بصوت مسموع لا يهاب ولا يخاف .. فمن من تلك الشعوب الثائرة ستصبح صومالا اخرى؟ ومن منها ستصل الى بر الأمان بربان جديد؟!!!

ثارت الشعوب بفضل شبابها ويحتضر شعبي بفضل شبابه... يالها من مفارقة غريبة .. شباب يحيي وطنا وشباب يقتل وطنا ( حركة الشباب المجاهدين الصومالية) يتصارعون ويتقاتلون ويشردون أبنائهم من أجل سلطة زائفة وزائلة ... نصبوا العداء لبني جلدتهم وتناسوا العدو الحقيقي الذي ينتهك حرمات برهم وبحرهم.. حركة شباب تبتغي عرض الحياة الدنيا تحت ستار الدين .

أما آن الأوان ياشباب شعبي أن نقف صفا واحدا ونكون يدا واحدة ونقول كفى .. كفى استعبادا.. وكفى جهلا .. وكفى قهرا.. وكفى ظلما.. جيلنا عاش بلا وطن وبلا هوية فهل تريدون لأبنائنا أيضاً أن يعيشوا نفس الضياع؟!!!
ثوروا ياشباب الصومال من جديد ولكن لتكن ثورتنا هذا المرة ضد القات أولا ، تلك العشبة السرطانية التي استحوذت على عقولكم وسلبت منكم ارادتكم وجعلتكم شعبا مشردا.. وبعدها ( اي بعد ان تسترجعوا عقولكم ) ستبدأ ثورتكم الثالثة والتي ستوجه ضد القبلية والجهل في وطننا .. وبعد ان تنجح هاتان الثورتان بعون الله ستكتب للثورة الاولى التي انطلقت منذ عشرين عاما بالنجاح ..ويعود الصومال صومالا .. ويرفع علمنا بكل فخر بين شعوب العالم.

بقلم/ نعمة محمد عبدالله
٢٠١١/٣/٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق