الثلاثاء، 8 يناير 2013

قصة مأساة واقعية ( حكاية صديقتين )


عزيزة وشيماء صديقتان انتهت حياة إحداهما بمأساة غريبة أسرد فيها هنا قصة حياتهما

كانتا زميلتان في المرحلة الإعدادية والثانوية مجرد زميلات كل واحدة تعرف اسم الاخرى وأين تسكن.. شيماء كانت تعيش مع عائلة مستقرة ومتفاهمة بين اب وأم وثلاث أخوة اما عزيزة فكانت هي الأخري لها من الأخوة ثلاث ولكنها كانت تعيش في بيت انفصل فيه الاب عن الام وكان من أولئك الآباء اللذين اذا اختلفوا مع زوجاتهم نسوا أبنائهم منها، كانت عزيزة فتاة ترى الشموخ وعزة النفس في مشيتها .. وتتعلم الحب والوفاء والبر من طريقتها مع والديها ... وترى الدفى والحنان والاحتواء من اسلوبها مع اخوتها ... وتستشعر الكرم ومساعدة الضعيف ومد يد العون لكل محتاج من حرصها الدائم على جيرانها الداني والقاصي ...كما ان لاسمها حظ الاسد في شخصيتها ....

وعرفت شيماء القليل من أخبار عائلة عزيزة عن طريق ما تناثر هنا وهناك عن المشاكل التي واجهت الام مع زوجها وكيف انه طلقها وتركها هي وأبنائها فريسة لغابة الدنيا خاصة أن الأم لم تكن متعلمة وبالتالي لم يكن لديها وظيفة تقتات منها هي وأبنائها وأترك لمخيلتكم ان تتصورا وتتخيلوا ما مرت به هذه الام في سبيل تربية أبنائها... ولكن دعوني أكشف لكم بعضا من شخصيتها .. لقد كانت تلك الأم بسيطة جدا تشعر معها بطيبة أهل الريف.. لا تتكلم كثيرا واذا تكلمت تكاد لا تسمع صوتها من خفوته .. من يرى ابتسامتها يعرف معدنها، بالرغم من تغير لون وجهها بسب مرض جلدي ألم بها جعل جسمها يتقشر دائماً مثل السمكة وقد حار الاطباء في علاجها فأكتفت بدهن وجهها وكفيها وباقي جسمها بطريقة متواصلة بالزيوت المختلفة عله يخفف عنها.. تلك كانت أم عزيزة امرأة صابرة وقوية تحملت أمواج الحياة بمدها وجزرها... وربت أبنائها تربية شهد لها كل من عرفهم حتى إشتد عودهم وأنهوا دراستهم تباعا....

تخرجت الزميلتان من الثانوية واتجهت شيماء للجامعة بعد أن ابتعثها أهلها وإتجهت عزيزة الى دورات كمبيوتر قصيرة لتبدأ بعدها رحلة البحث عن وظيفة لتساعد أمها في بقية إخوتها لانها كانت الكبرى.

ومرت بعض السنوات ورجعت شيماء وشاء القدر ان تتقابل مع عزيزة في مكان ما وأصبحتا بعدها صديقتان حميمتان وكان الناس عندما يرونهم مع بعض يعتقدون انهم أخوات لوجود شبه في الشكل بينهما وفي يوم من الايام دار الحوار التالي بينهما:

شيماء: أين تختفين نهار كل يوم جمعة؟

عزيزة: أذهب لزيارة والدي في بيته فهو لم يتزوج وأساعده في أمور المنزل من تنظيف وطبخ.

شيماء: وهل تذهبين لوحدك أم مع إخوتك؟

عزيزة: بل أصطحب إخوتي معي بالرغم أنهم لا يحبون هذه الزيارة ويتهربون منها الا أنني أرغمهم وأصطحبهم فهذا والدنا مهما بدر منه ولا أرضى عليه هجران أبنائه وإن هجرنا هو!!!!!!

سكتت شيماء ولم تعرف بماذا ترد فعزيزة تفاجئها كل يوم بجانب انساني كبير من شخصيتها.. وبعد أن أغلقت عنها الهاتف سرحت شيماء بأفكارها عن هذه العائلة وتذكرت كل ما كان يقال عن والد عزيزة وكيف أذاق أمها من الويل صنوفا... واستغربت عن بر صديقتها بوالدها بعد كل ما حدث .. ولكن الأكثر غرابة كان ان عزيزة وشيماء أصبحتا اختان لا تتفارقان الا نادرا ومع ذلك لم تتكلم عزيزة في يوم من الايام مع صديقتها عن أي شي قد يسئ لوالدها وكانت تذكر لصديقتها حسناته فقط(اذا كانت له حسنات) .

وفي يوم من الايام تشاركت عزيزة مع صديقتها في مشكلة تواجهها مع أبيها وتخص مستقبل أخاها بعد أن أنهى الثانوية حيث رفض الاب أن يلتحق ابنه بالجامعة بالرغم من أن عزيزة وأخواتها الاثنتين قد توظفوا في وظائف كريمة وعوضوا أمهم سنوات الحرمان وكانوا يريدون أن يتكفلوا بمصاريف جامعة أخيهم ولم ترد عزيزة من أباها شيئا سوى أن يسلمهم جواز سفرأخيهمسبحان الله وهل طلبت شيئا؟ لا والله انها لم تطلب منه شيئا تجاوز جواز السفر لأخيها ليلتحق بالجامعة ولكنه أبى ورفض وثار ولا يعلم له سبب!!! فهل رأى أحد منكم من يرفض الخير لابنه ولن يكلفه هذا الخير شيئا؟!

كانت هذه أول مشكلة حقيقة تتكلم فيها عزيزة عن أباها بلكنة فيها القليل من الغضب مع صديقتها الشيماء (التي كانت ذاهلة من بر صديقتها الدائم بأبيها بالرغم من كل شئ)وبعد وساطة أهل الخير استطاعوا الحصول على الجواز والتحق أخوهم بالجامعة ..

مرت الأيام وجاء موعد زفاف شيماء وأصبحت عزيزة مثل النحلة ترتب أمور زفاف صديقتها وكأنه عرسها .. كانت تحلق في الفضاء الواسع مثل العصافير من شدة فرحتها لصديقتها وتعمل في جميع الاتجاهات وتساعد صديقتها في كل شئ حتى قالت أمها أنها لم ترها بهذه السعادة في حياتها...وبعدها بسنة واحدة حدث ما لم يكن في الحسبان أبدا....

يتبع......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق